أسئلة للملك

:ترجمة مختصرة بالعربية

 

هل تظن حقا أن نسبك يكفي لأن تكون شخصا ذا طبيعة أعلى وأفضل من باقي المغاربة ؟ وإن لم تكن مقتنعا  فلماذا لازلت محتفظا بطقوس البيعة السخيفة والمذلة للشعب والتي تعود للقرون الوسطى؟

 

هل تعي أن في المغرب فقط أولئك الذين يستفيدون من قربهم منك وعائلتك يدافعون علنا عن صفتك كشريف و كأمير للمؤمنين وملك مطلق؟ وهل تدري أن معظم هؤلاء الانتهازيين لا يكترثون في الحقيقة إلا بمصالحهم ولا تهمهم تلك التفاصيل؟ ألا تظن أنك لو كنت متقاضيا كغيرك من المغاربة و تمتثل للمحاسبة أمام القضاء لكان ذلك أحسن لهذا البلد؟

 

كيف تكون تصرفك وشعورك عندما تقابل الملوك الآخرين الذين لا يعتبرون أنفسهم أفضل من مواطنيهم، كما هو الحال في إنكلترا و هولندا أو إسبانيا؟

عند قراءة القانون الجنائي ألا تدهشك تلك الامتيازات المفرطة التي تتمتع بها أنت و أسرتك ؟

 

هل ستقبل، إذا ما الشعب طلب منك ذلك،   التنازل عن العرش لصالح عضو آخر من أسرتك ؟ وإذا الشعب أراد الجمهورية بالمغرب، هل ستقبل اختيار الشعب أو ستواجه ذلك بإراقة الدم؟ رجاء لا تقل إن الشعب لن يطلب ذلك ابدا أو أن الدستور لا يسمح به.

 

هل تدري أنك لو قمت بسحب الامتيازات عن فئة قليلة و إلغاء الفوارق التي تعاني منها الغالبية العظمى ستكون أسديت خدمة جليلة للمغرب و لشعبه؟ وهل تدري أنك لو فعلت ذلك فإن الصقور المحيطين بك سينتهي إيذاءهم للشعب؟ و أن قرارا كهذا سينجح في إصلاح سريع للكثير من الاختلالات و في عدة ميادين؟

 

هل أنت قادر على إجراء تغييرات عميقة على مستوى مستشاريك  وموظفي ديوانك حكومتك لتفادي الفوضى في المغرب؟ هل أنت مستعد للإعلان عن إصلاحات عميقة أمام الشعب المغربي دون أن تضطر بسبب مؤشرات حمراء لكن فقط على أساس تقييمك الخاص؟

 

لا يخفى عليك أن الدستور المغربي الحالي الذي خططه والدك على المقاس يمنحك صلاحيات مطلقة منها تراكم السلط التنفيذية والتشريعية والقضائية ، وأن غرفتي البرلمان لا تمثلان الشعب نظرا للرشوة وتضارب المصالح عند الانتخابات، كما  تعرف أن القضاء المغربي مريض وأن الحكومة تصرف الأمور اليومية  فلماذا تحافظ على نظام غير عادل و غير فعال؟ لقد أصبح الشعب مقتنعا أن السبب كونك لا تعبأ إلا بمصلحتك الخاصة ومصلحة حاشيتك. لماذا لا تقطع مع هذا الغموض؟ لماذا لا تقوم بتحديث الدستور و منح الشعب صلاحيات أكبر ليستعيد كرامته ويدخلك للتاريخ كمصلح كبير ؟

 

هل تساءلت ولو مرة واحدة خلال عهدك  كيف يتم التلاعب بحق العفو؟ و ما مفعول ذلك على السجناء وعائلاتهم؟

 

من المستحيل ألا تكون على علم بقضايا مثل محاكمة علي لمرابط بسبب الحجر المقدس، أو مصطفى أديب كاتب هذه السطور أو أحمد ابن الصديق الذي فقد كل شيء لأنه أراد خدمة وطنه، أو طلبة مراكش و فاس و مدن أخرى؛ العديد من النقابيين والصحفيين، و الشيخ المتوفى في السجن وعمره 90 عاماً لأنه "لم يحترم الملك"، أو حالة ترزاز الذي لم يقم إلا بواجبه –والذي يوافقه عليه الجيش- وكل الانتهاكات الواسعة لحقوق الدفاع في محاكم مملكتك و باسمك.

ألا تكترث ولا تتأثر و أنت تسمع كل يوم عن مآسي و معاناة الآلاف من المغاربة؟

 

هل تعتقد أن توزيع سلات من الغذاء على  مواطنين تركهم والدك يعانون من الفقر والأمية يكفي لكي تكون محبوبا من هؤلاء المغاربة أو بقية  الشعب المغربي؟

 

أليس من الإجحاف أن تكون الامتيازات التي تمنحها لبعض المغاربة كرخص النقل و الصيد والأراضي وغيرها، تزيد في عدد المحرومين بدل السعداء؟ ألم يحن الوقت لتبتعد كليا عن هذه الشؤون و تتركها للجان مستقلة و نزيهة وربما شعبية لتنث في هذه الطلبات؟

 

هل تعلم أن العسكر يكرهون الجنرالات القدامى الذين ورثتهم من فترة حكم الحسن الثاني لأنهم أنشأوا منظومة تسمح للقيادة أن تسرق باطمئنان الأمتعة والمؤونة وحتى أرواح العسكر. من بين تلك القيادة من يغتني عن طريق الابتزاز ببيع الرخص والامتيازات القانونية و مناصب القيادة أو المواقع المربحة مثل أكادير.

لماذا لا تقوم بعزل الجنرالات   المتورطين في الفساد؟  لماذا لا تأمر بتقديمهم إلى العدالة بعد مظالمهم ضد شعبك؟ أنت تزعم أنك تحب شعبك: هل تنتظر حتى يتمرد لكي تأخذ هذا القرار ؟ هل تعتقد أن هؤلاء الجنرالات لا غنى لك عنهم أنت و أسرتك الحاكمة ؟ أم ليس لديك الشجاعة لعزلهم لأنك لست متأكداً مما سيحدث بعد ذلك؟

 

هل تدرك أنه إذا أنتفض الشعب فإن هذه الفئة من الجنرالات لن تقترح عليك إلا خيارا وحيدا هو فتح النار على المواطنين؟ لماذا؟ لأنه إذا الشعب تولى السلطة، ستكون نهايتهم وذويهم و لن يستطيعوا الهروب للخارج حيث تتربص بهم مذكرات الاعتقال الدولية. فسيحاولون  توريطك  في مؤامراتهم الخسيسة.

 

هل أنت مقتنع  أن  جنرالاتك  لهم السلطة   الكافية على الجنود فيطيعوا أمرهم لو طلبوا قمع الشعب ؟ هل تستبعد أن يكون  في الجيش ضباط وضباط صف وجنود نبلاء سوف يرفضون إطلاق النارعلى المواطنين؟

 

ألا تصاب بالصدمة عندما ترى أنه بعد 12 عاماً من اعتلائك العرش، المغاربة لا زالوا مجبرين على  دفع الرشوة والبقشيش للحصول على أبسط حقوقهم ؟ والأسوأ من ذلك أن أغلبية شعبك لا موارد لها لذلك؟   المغاربة  فقدوا الثقة في مكافحة الفساد لأنه يجب أولا اعتقال المفسدين الكبار قبل ملاحقة الصغار

 

كيف تبقى مرتاح الضمير عندما تصلك كل يوم أخبار الشباب و الشابات الذين يحاولون  كل يوم الهروب من المغرب نحو أوربا بينما الثروات الطائلة  التي يراكمها المئات من أعوانك بأساليب غير مشروعة كافية لإحداث فرص الشغل الدائم لأولئك الشباب؟ 

 

هل أنت غير مبال بمحنة آلاف الموظفين العموميين، في الشرطة و الصحة  والقوات المساعدة، والتعليم والزراعة والداخلية، والمالية، والجماعات المحلية، الخ الذين يشتغلون في ظروف سيئة ويفتقرون للموارد والأجور المناسبة لجهودهم؟

 

ألا  تستحيي وأنت ترى تراكم الحشود التي تهتف باسمك  لدى تنقلاتك ؟ أليس الأمر مضحكا  ؟  تلك الحشود لا تتجمع إلا بأمر من القياد الذين يجبرونهم مقابل بعض المال أو امتيازات بسيطة. 

 

قد نتفهم منعك الكتب والمنشورات المخالفة للأخلاق والدين على نحو صارخ. ولكن لا نفهم لماذا تمنع الكتب التي تنتقدك أو التي تكشف عن حقائق أو معلومات مخالفة لما يروج له إعلامك، ونفس الملاحظة حول وسائل الإعلام السمعية البصرية التي تعتمد أو لا حسب موافقتها أم لا لأفكارك. هل هذه هي حرية التعبير بالنسبة لك؟

 

هل تتصور بنعلة المغرب : رئيس دولة حاضر بقوة في السياسة والاقتصاد وحزب مهيمن و مرتبط برئيس الدولة و جهاز قمع فعال و صارم وعدالة تطيع أوامر السلطة؟ هل تفضل ضمان بقاءك بالدكتاتورية بدل أن تمنح لشعبك حقه في المساواة والحرية والعدل؟

 

لماذا لا تتعامل مع الشعب بشفافية؟ لماذا لا يتم حل ملفات مثل بن بركة والمانوزي؟ لماذا كل هذا التعتيم على ثروتك؟ ما هي مشاريع استثماراتك؟